الخرطوم _سودان فيرست
في الوقت الذي يجتهد فيه الملايين من أجل الحُصُول على لقمة العيش بعد الارتفاع غير المسبوق في الأسعار وتفشي جائحة “كورونا”، هُناك من يستورد مُعلّبات خاصّة بالكلاب والقطط، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طَالَ ملابسها واكسسواراتها وحتى مراقدها الخاصّة التي تُحاط بالورود وباقات الزُّهُور، ولو استطاعوا فعل أكثر لنصبوا لها عند رحليها سرادق عزاء و(شالوا عليها الفاتحة).
من غير المألوف لدى السُّودانيين أن ينتسب بعضهم إلى زُمرة من يستوردون وجبات الكلاب والقطط، بينما يستيقظ جيرانهم باكراً يذهبون إلى العمل ليحصلوا على وجبة بعد جهدٍ و(تظبيط) شديدين على (صحن بوش)، أمّا (الهوت دوق، الشيش طاوق والبروست)، فتلك أسماء تبدو في آذانهم (طشاشاً)، يطّلعون عليها في قائمة الطعام لدى (الكاشير عندما يطلبون الفول).
(سودان فيرست)، استطلعت عدة محلات، وطافت عليها تستكشف ما بداخلها من مُنتجات غذائية خاصة بالكلاب والقطط ومدى الفجوة التي اتّسعت بين الناس والكلاب.
مُعلّبات خاصّة
في إحدى بقالات (بُرِّي) كشف عاملها – عمر حسين – أن المأكولات والمُعلّبات الخَاصّة بالكلاب تستورد من أمريكا وأوروبا، وأشار إلى أنّ أعداد السودانيين الذين يشترون هذا النوع من المُعلّبات ربما فاق رصفاءهم الأجانب، وأضاف: بالنسبة لنا كسُودانيين نعتبرها ظَاهرةً جَديدةً، لأنّنا في السَّابق كنا نقدِّم للكلب بقايا طعامنا العادي في المنزل، ولا تُوجد ألبانٌ ومُعلّباتٌ خاصّة بالكلاب، وعن أسعار الوجبات (الكلبية) قال: تُباع بالجرام، فالجافة أغلى من المطبوخة ويتراوح سعرها ما بين (300 – 400) جنيه.
بيد دغري
وفي محلٍ آخر، تراصّت العلب والأكياس الخاصّة بوجبات الكلاب، بحيث بدت وكأنّها مُعدّة لاستهلاك البشر، وقف أمامي طفل في الـ(15) من عمره، يشتري لبن لـ(بوبي)، اندفعت اسأله (ومن هو بوبي؟)، وبابتسامة فيها بعض فخرٍ وبعض سخرية طفولية مُحَبّبة، أجاب: بوبي كلبي، أنا مُربِّيهو في البيت من هو صغير، وعامل ليهو قفص وبلعب وبتونّس معاهو، اشتري الصبي وجبة رائعة لبوبي، وخرج.. (مدثر) صاحب المحل قال: يوجد لبن ومأكولات خاصّة بالكلاب، كما يوجد لدينا قرقوش ونواشف أخرى تعذّر على حفظ أسمائها باستثناء (بيد دغري).
وجبات القطط
هناك أيضاً وجبات خاصّة بالقطط تأتي من الخارج، ولكن لديها فترة صلاحية بحسب (مُنتصر جليل – صاحب بقالة في منطقة الرياض)، ومن بين هذه الوجبات الدجاج المسلوق، بجانب الكبد المسلوق ولحم مسلوق مع الخضار وسمك جاهز بجانب لحوم أخرى.
سمينة وأمينة
وقبل كل ذلك، كنت سألت بعض المُواطنين عن آرائهم في منتجات الكلاب، فردّ “فرح الدور حسين” مُستهجناً (أكل مستورد وكمان للكلاب؟ نحن البشر ديل ما بناكل مُستورد، وهسي الكلاب والقطط الحايمة في الشوارع دي مالها ما سمينة وأمينة من لقيط الشوارع والمُستشفيات والكوش ما سمعنا بكديس اتسمّم ولا كلب مات)..!