سودان فيرست- صباح المصباح
منذ ترشُّحه لرئاسة مجلس إدارة نادي المريخ، في أكتوبر من العام 2017م، ظل آدم سوداكال معلقاً بين الاعتراف برئاسته للنادي، وبين رفض ترشحه من قِبل مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، عقب قبول طعن يتعلّق بـ(شهادة الخبرة) التي قدّمها للمفوضية، وبناءً على ذلك أعلنت المفوضية قيام انتخابات مجلس إدارة نادي المريخ دُون البت في منصب الرئيس ومن ثَمّ أعلنت فوز (13) عضواً.
وظل المُثيرون ينتظرون الفصل من المفوضية فيما يتعلق بأمر مقعد الرئيس الذي ظل شاغراً، لتعلن المفوضية بعد ثلاثة أشهر مِن ترشُّح سوداكال قُبُول الطعن المُقدّم فيه بسبب قلة الخبرة، وقد أثار هذا القرار ردود فعل كبيرة وسط جماهير المريخ، سيما أن تأخُّر صدور القرار ومن ثَمّ تعلُّله بشهادة الخبرة قد بدا أمراً غير مُقنع بحسب ردود الفعل الصادرة عن القرار حينذاك، ويعود ذلك إلى أنّ المادة (18) من النظام الأساسي لنادي المريخ والخاصّة بشروط الترشح قد خلت من شرط وجوب أن يتمتّع المتقدِّم للترشح بشهادة خبرة مدتها سنتان، كما لم تنص صراحةً بمنع أو رفض من لا يحمل شهادة خبرة من الترشح.
سخطٌ عامٌ
رفض المُفوضية لرئاسة سوداكال لنادي المريخ بسبب شهادة الخبرة، جلب الكثير من السَّخط عليها، خَاصّةً أنّ المفوضية تلقّت شكاوى في فتراتٍ سابقةٍ تعلّقت بترشح الكثير من رؤساء الأندية السودانية بسبب شهادة الخبرة التي قدموها، ولكن اللافت للأنظار أن المفوضية لم تتخذ ذات القرار الذي صدر في حق سوداكال.
توصية بتنصيبه ولكن!!
ويرى مُهتمون في المجال الرياضي أنّ سوداكال، تعامل مع قرار قبول الطعون فيه وفق القانون، ولجأ وقتها لمحكمة الطعون الإدارية التي أصدرت قراراً لصالحه لتقوم المفوضية بالاستئناف، ومن ثَمّ قضت محكمة الاستئناف برفض الطعون فيه، لتستأنف المفوضية مرةً أخرى، حتى وصل مرحلة التقاضي للمحكمة العليا الدائرة الإدارية التي أصدرت قراراً في شهر مايو عام 2019، قضى بشطب الطعون المُقدّمة ضد سوداكال، وأوصت بتنصيبه رئيساً للنادي ورغم صُدُور قرار التّنصيب منذ العام الماضي، إلا أنّ مفوضية الهيئات الشبابية والرياضية رفضت اعتماده مُرشّحاً لرئاسة بنادي المريخ، ولم تُبدِ أي أسباب حول رفضها إعلان فوزه، وضربت بالقرار القضائي عرض الحائط.
مجلس المريخ يتحرّك
مُؤخّراً اتّخذ مجلس إدارة نادي المريخ، قراراً باعتماد سوداكال رئيساً للنادي بناءً على قرار المحكمة العليا، وقام بمُخاطبة الاتحاد السوداني لتأكيد اعتماده ولم يرد الاتحاد حتى اللحظة على خطاب النادي بحسب ما كشف مُقرّبون من مجلس المريخ.. وحُظي الحديث الذي أدلى به رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة المُكلّف بولاية الخرطوم، آدم كبير بردود فعل واسعة بعد إعلانه في مؤتمر صحفي، أنّهم في المجلس لا يعتمدون رئاسة سوداكال للمريخ، وأضاف كبير أنّهم يعتمدون فقط الأسماء التي أعلنتها المفوضية إبان انتخابات المريخ في عام 2017، مشيراً إلى أن المريخ به مجلس وفاقي عُيِّن من قبل وزارة الرياضة.. ولم يمر حديث كبير مُرور الكرام، إذ قام بالرد عليه نائب الرئيس للمناشط والشؤون الاجتماعية والثقافية لنادي المريخ، علي مصطفى، مبيناً أنهم في مجلس المريخ اعتمدوا رئاسة سوداكال للنادي بعد قرار المحكمة العليا، وهاجم مصطفى، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة حول حديثه عن تطبيق القانون، متسائلاً (لماذا لم يتم تطبيق القانون المُتعلِّق باعتماد سوداكال رئيساً رغم صدوره من المحكمة العليا إذا كان يبحث عن تطبيق القانون؟).
تحذيرات شداد
ويُوضِّح قرار المحكمة العليا جوانب عديدة ويطرح تساؤلات كبيرة حول مدى تنفيذ القانون والالتزام به، خَاصّةً من قِبل وزارة الرياضة بولاية الخرطوم وأجسامها، مثل المفوضية التي ظلت تُثير الكثير من اللغط وتجد قراراتها الرفض من عدة جهات وهيئات رياضية، سيما أنّها ظلت تتجاهل العديد من القرارات التي صدرت في حق بعض المسؤولين الرياضيين، بل تجاوزت المُفوضية في كثيرٍ من المواقف لتدخل في حيِّز عمل الاتحاد السوداني لكرة القدم ومنسوبيه، مَا جعلها في مُواجهة كمال شداد، وكان البروف كمال حامد شداد قد رَدّ على حديث رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وأشار إلى أن المفوضية ووزارة الرياضة بولاية الخرطوم لا يحق لهما التدخُّل في شأن نادي المريخ أو أيٍّ من منسوبي الاتحاد السوداني، مُحذِّراً من التدخُّل الذي قال إنه لن يسمح به مهما كانت الأسباب.
ما هو الحل؟
ينتظر الوسط المريخي حلاً لهذه القضية التي شغلت الرأي العام، والتي تتعلّق باعتماد رئاسة سوداكال رغم ترشُّحه وحيداً وفوزه بالتزكية بمنصب الرئاسة، خَاصّةً وأنّ عدم حسم هذا الأمر قد يؤدي إلى عواقب غير حميدة، وسيفتح الأبواب لمزيدٍ من التجاوُزات في مُقبل الأيام.