سودان فيرست -عمار موسى
عندما تتلمّس الواقع الإسفيري، وتتصفّح شاشة الهاتف الجوال، وتستنطق ما يحمله من رسائل، تجد أن هناك أزمة ثقة تختفي بين مساحات تطبيق التواصُل الاجتماعي الشهير (واتساب)، وما بين (آخر ظهور)، و(متصل الآن)، تكمن في عدم الرد على المُحادثة، ما يخلق شيئاً من عدم الرضاء والإحساس بالتجاهُل!
يدفع البعض للنظر إليها من زاوية أن مُتلقِّي المحادثة (حقّار) ويُمارس الحقارة عليه (لأنه شاف الرسالة وما رجع لي)، هذا بالضبط ما يشعر به مُرسل الرسالة عندما ينظر إلى شاشة الواتساب ويجد أنّ الطرف الآخر قد استقبل الرسالة بعد ظهور إشعار الاستلام المعروفة بوجود خطين مُتوازيين باللون الأزرق!
ثمة من يلتمس العذر للمُستلم ويحسنون الظن به، وهو ما أشار إليه الشاب معتصم حسين، الذي أشار إلى أنّ الرد متروكٌ لصاحبه، قائلاً “ربما لديه ظروف لا تُمكِّنه من الإجابة على الرسائل”، لافتاً إلى أنه لا يشعر بالضيق عندما يظهر أمامه إشعار استلام الرسالة، لكنه يتساءل لعل المانع خير؟ بيد أنّ هناك آخرين يرفضون بشكل قاطعٍ أمر تجاهُل رسائلهم ومنهم الطالبة شهد التي قالت لـ(السودان أولاً)، إنها تُصاب بالضجر عندما تجد إشعاراً باستلام رسالتها ولا يقابلها الرد، واعتبرته (حقارة) تستوجب قطع تواصُلها مع ذلك الشخص مهما كانت علاقتها به، ومُقابل ذلك لا يأبه الكثيرون إلى الأمر كثيراً ويتعاملون معه بعفوية ولا يعيروه اهتمامهم.
من جانبه، ينظر عمر إلى أن إشعارات استقبال الرسائل هي التي تفضح مُستقبليها ولا تترك لهم مجالاً للتبرير،
وقال إنّها كثيراً ما تكشف أمر استهتارهم بالرد على الآخرين .
ويرى أحد المُختصين في علوم الاجتماع أنّ الخلاف حول رسائل الواتساب لا يمثل مُشكلة للدرجة التي تجعل الناس يتخاصمون، وقال إنّ لكل شخص ظروفه الخاصة، ولا يحق للآخر محاسبته على عدم الرد، لكنه أقرّ بأنّ تجاهل الآخر من شأنه خلق الاحتقان والعداوات، مُنوِّهاً إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ليس مقياساً لتقييم الخلاف لأنّها أجهزة مُحاطة بالظروف الإلكترونية والشبكات .