سودان فيرست- نعمان غزالي
تعيش العاصمة الخرطوم، حَالةً من العزلة التامّة لمدة ثلاثة أسابيع اعتباراً من بعد غدٍ السبت، بحكم إجراءات مُحاربة انتشار فيروس “كورونا”، ولأوّل مرة منذ أعوام تتوقّف الرحلات السفرية بين الولايات، وتُعزل العاصمة من أطرافها، ورغم حِدّة القرار، إلا أنّه الحل الوحيد لوقف زحف الفيروس وانتشاره بين المُواطنين في ظل واقع صحي أليم كما قال وزير الصحة الاتحادي.
عزلٌ عامٌ
وكان وزير الإعلام فيصل محمد صالح، أكّد في تصريحات سابقة أنّ السُّلطات ستفرض العزل العام على العاصمة الخرطوم، لثلاثة أسابيع بعد وصول حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المُستجد، حتى اليوم الخميس إلى 32 حالة.
لا حالات جديدة
ورغم عدم تسجيل حالات جديدة، إلا أنّ اتّجاه الحظر العام أصبح أمراً واقعاً بإعلان والي الخرطوم، مُوجِّهات تُحدِّد الدواعي واستثناءات الخُرُوج أثناء فترة سريان الحظر.
قانون طوارئ
وأصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمر طوارئ في البلاد الأحد الماضي في إطار جُهُود كبح انتشار وباء كورونا “كوفيد 19″، وبمُوجب القرار الجديد، ستُعاقب السُّلطات من يُخالفون التعليمات بالعقوبات المنصوص عليها في قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997.
هؤلاء يعملون رغم الحظر
وحدّد بيان والي الخرطوم، الجهات المُستثناة من الحظر وتشمل العاملين في قطاعات المياه والكهرباء والاتّصالات والحقل الطبي والنفايات ومصانع وشركات الأدوية والمُنتجات الطبية والأمصال والكمّامات والتجهيزات الشخصية للحماية والمُعدّات الطبية والصحية وتوزيع الأدوية والمُعدّات الطبية ومحطات الوقود دُون مغاسل السّيّارات وتسهيل مرور مرضى غسيل الكُلى والأمراض المُزمنة الذين بحاجة لزيارة المُستشفى والطبيب بشكلٍ دوري في كل الأوقات، كذلك المطاحن، الأفران، المُنتجات الغذائية، مياه الشرب، الأسمدة، علف الحيوان ومُستلزمات التعبئة والتغليف، أما الصيدليات فإن عملها سيتم حسب ترتيب نقابة الصيادلة.
وللمرة الأولى في تاريخها، تعيش الخرطوم تحت (الحظر) طيلة هذه الفترة، حيث عاشت حظراً اضطرارياً خلال مُواجهات بين الجيش السُّوداني وعناصر الجبهة الوطنية في يوليو 1976، إبان عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، ونُفِّذ الحظر وقتها بصُورةٍ كاملةٍ، حيث كانت المُواجهات في الشارع وأصوات الرصاص تُسمع داخل المنازل من مسافةٍ قريبةٍ.
ويُراهن مُراقبون على وعي الشعب السوداني في تنفيذ الحظر بنسبةٍ كاملةٍ لإيمانهم بخُطُورة الموقف، الذي لا تقل فيه “كورونا” عن أصوات الرصاص في أحداث 1976م.