الخرطوم – سودان فيرست
تسبّبت قطوعات الكهرباء بالسودان في خسائر متعددة للمُستهلكين، خصوصاً في قطاع الصناعات، وبحسب صاحب إحدى الشركات الصناعات الحديدية في الخرطوم، فإنّ انقطاع الكهرباء لفترات أطول تسبّب في تراجُع إنتاج الشركة إلى نحو 10 بالمئة، مُوضِّحاً أنّ الانقطاع المتكرر للكهرباء يُؤثِّر سلباً على إيفاء المصانع بالتزاماتها المالية للدولة.
وتُعاني قطاعات إنتاجية وخدمية في السودان من شُح الإمداد الكهربائي بسبب تراجُع مخزونات المياه خلف السدود ولتأخُّر ترحيل الوقود من ميناء بورتسودان، حيث خروج كثيرٍ من المحطات الحرارية من دائرة العمل.
تكمُن مُشكلة انقطاع الكهرباء في قلة التوليد الكهربائي مُقارنةً بالاستهلاك الزائد، مع غياب النمو في التوليد، فَضْلاً عن حاجة بعض المحطات للصيانة، في وقت تعهّدت وزارة الطاقة بالعمل لضمان استقرار إمداد الكهرباء قبل الصيف والخريف.
كما تعود أسباب نقص الكهرباء بحسب مصادر في وزارة الطاقة والتعدين تحدثت لـ(سودان فيرست) إلى تلاعُب نافذين في صفقة الوقود المشهورة التي تم إبرامها لتشغل خدمة التوليد الحراري للكهرباء، وأدّت إلى توقُّف عمل كثيرٍ من المحطات الحرارية بعد أن أدّى استخدامها لتعطيل عمل المحطات بشكلٍ مُستمرٍ، حيث تراجعت إنتاجية محطة واحدة من 380 ميغاواط في الساعة إلى 138 ميغاواط في الساعة بسبب ذلك الوقود حسب عاملين بوزارة الطاقة والتعدين.
ونوهت شركة كهرباء السودان القابضة، المُواطنين بأخذ التحوُّطات اللازمة، ابتداءً من مطلع فبراير الجاري، والذي حُدِّد كموعدٍ لبداية عمليات الصيانة الدورية لمحطة أم دباكر “كوستي” ولاية النيل الأبيض.
وأفادت الشركة في بيانها أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار تجويد العمل ومَزيدٍ من الشفافية، وتأتي أعمال الصيانة استكمالاً لجُهُود وزارة الطاقة والتعدين استعداداً لفصلي الصيف والخريف لتقليل نسبة الأعطال وضمان استقرار إمداد الكهرباء.
وشهدت الأحياء السكنية بولاية الخرطوم، قطوعات للتيار الكهربائي مِمّا تسبّب في إزعاج كثيرٍ من الأُسر والمُنتجين، في القطاعات الإنتاجية المُختلفة خَاصّةً الصناعات الغذائية، لأنّ القطوعات تزيد تكلفة الإنتاج بسبب اللجوء إلى البدائل بتشغيل المُولِّدات عبر الديزل والذي يشهد نقصاً حادّاً هذه الأيام.
شكوى مُستمرة!
تتواصل شكاوى المُواطنين من قطوعات الكهرباء، إذ يرى البعض أنّها بدأت في وقتٍ تشهد زيادة كبيرة في انتشار مرض الملاريا وزيادات في انتشار نواقل الأمراض مثل “البعوض والذباب”، كما يشكو المواطنون من عدم وجود برمجة واضحة للقطوعات.
وقالت ابتسام علي لـ(سودان فيرست)، إنّ البرمجة عَادةً ما تكون سنوية، لكن الخوف من استمراها لفترة أطول، خاصّةً وأنّ المدارس تقبل على امتحانات شهادة الأساس والشهادة السودانية مما يعقد مهام التلاميذ والطلاب.
من جهته، قال فتح الرحمن علي، صاحب إحدى شركات الصناعات الحديدية في الخرطوم، إنّ انقطاع الكهرباء لفترات أطول عادةً ما يتسبّب في تراجع إنتاج الشركة إلى نحو 10 بالمئة، وتكبُّده جملة من الخسائر المادية، مُؤكِّداً أنّ الانقطاع المُتكرِّر للكهرباء يُؤثِّر سلباً على إيفاء المصانع بالتزاماتها المالية للدولة .
واعتذرت الشركة القابضة للكهرباء عن نقص في التوليد الحراري، وأكّدت في بيانٍ تلقّته (سودان فيرست)، أنّ النقص سيُؤثِّر على استقرار إمداد التيار الكهربائي من خلال برمجة قطوعات خفيفة خلال فترة الصيانة، داعية المواطنين إلى تفهُّم الوضع.
ويبلغ إنتاج السودان السنوي من الكهرباء حوالي 3 آلاف ميغاواط، وهنالك ترتيبات لاستيراد الكهرباء من مصر مع قُرب اكتمال خطوات الربط الكهربائي مع السودان، بجانب الاستيراد من إثيوبيا.
وكانت إثيوبيا أوقفت في مايو من العام السابق تزويد السودان بالكهرباء قبل أن تعود وتوافق في أكتوبر من العام الماضي على تزويد البلاد بـ300 ميغاواط من الكهرباء يومياً، بعد تفعيل اتفاقية التبادُل الكهربائي بين البلدين عقب زيارة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك إلى إثيوبيا، واتّفق مع نظيرة الإثيوبي خلال زيارته بتفعيل اتفاقية التبادُل الكهربائي بين السودان وإثيوبيا التي وقِّعت في أغسطس 2009 لشراء الكهرباء، وبدأ تشييد الخط الناقل بين البلدين في ديسمبر 2013 وتُجرى بعض التجهيزات الهندسية والفنية لاستيعاب هذه الكمية التي ستسهم جزئياً في حل مشكلة الكهرباء.
وعلى عكس التوقُّعات بأن يشهد فصل الصيف القادم استقراراً في التيار الكهربي نتيجةً للمُعالجات التي تمت لإحداث استقرار في الإمداد الكهربائي بصيانة المحطات والاتجاه لزيادة استيراد الكهرباء من دول الجوار وقبل حلول فصل الصيف