الخرطوم- سودان فيرست
قيسان لا تشبه المُدن السُّودانية، فهي مدينة ذات خُصُوصية مُميّزة وتتمتّع بأجواءٍ ساحرةٍ لا تُوجد في كثير من مناطق السودان، فَضْلاً عن موقعها الاستراتيجي على المستوى الولائي والقومي.
سُميت مدينة قيسان التي تبعد عن مدينة الدمازين حوالي (189) كلم على جبل (قشن) ويُعرف اليوم بجبل قيسان، ويقع غرب المدينة وبالقرب من حي (قولو) أحد الأحياء العريقة بالمدينة وهذا الجبل يمثل الحدود الفاصلة بين السودان وإثيوبيا، وتبعد قيسان من منطقة البيرو الإثيوبية (3) كلم عبارة عن حدائق من المانجو وتختفي في المنطقة الشمس بأمر الطبيعة.
وتشتهر المدينة بالحركة الدؤوبة بين المُواطنين وهم يركبون الدراجات البخارية والهوائية ويجوبون أرجاء المدينة.. عند وصولك يستقبلك مُواطن قيسان بتميُّزه عن الآخرين، بابتسامته العريضة والمليئة بالتفاعُل، أما الحياة في قيسان يكسوها الهُدُوء التام والأمن والطمأنينة.
لا سيما في أيام العطلات…. المواطن يمضي وقته ما بين التسوق أو التجوال على ضفاف خور (تُمتَ) الذي يتميّز بالمياه النقية والعذبة، التسوق في أسواق المدينة له طعمٌ خاصٌ، إذا تضج الأسواق بما لذّ وطَابَ من خيرات هذه المدينة الغنية بالثروات الزراعية والحيوانية والمعدنية والسمكية، ويمتلئ السوق بالصناعات المحلية التقليدية، إضافةً إلى المنتجات المعروفة في كل الأسواق.
وتمتد الجنائن والحدائق على مسافة (90) كلم متر وتبدأ من منطقة الياس على ضفاف خور (تُمت) حتى الأراضي الإثيوبية، وتلاحظ في المدينة الباعة يتجولون بين الزبائن بسحناتهم وأعراقهم المُختلفة.. تعلو وجوههم ابتسامة قيسان المعروفة.. ميادين قيسان تمتلئ بالشباب والأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية .
واشتهرت بأنها أرض أشجار المانجو والحدائق والغابات التي تستجم فيها الأُسر وخاصّةً على ضفاف خور (تُمت) الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه، وتتميز المدينة بوجود كميات كبيرة من أشجار المانجو والبرتقال والقريب فروت والموز والباباي والليمون والدليب والجوافة، وتجد الخضروات بكل أنواعها وخَاصّةً الطماطم.
قبائل المنطقة، من القبائل المتداخلة، حيث تجد الفونج والوطاويط والجبلاويين وبعض القبائل الشمالية.
تظهر لهجة البرتا عند غالبية القبائل وتدخل إلى مدينة قيسان المنتجات الإثيوبية من البُن والجنزبيل والعسل والعدس والفول المصري والملبوسات بكل أنواعها.. قيسان من المُدن التي ذاقت ويلات الحرب والنزوح والدمار بسبب الحرب اللعينة التي ليس فيها مُنتصرٌ ولا مهزومٌ.