الخرطوم ـــ سودان فيرست
مازال أقباط السودان يسطرون صوراً بديعة في الوطنية والإنسانية، حيث نشطت خلال الفترة الماضية مجموعة من شبابهم في توزيع مواد عينية للأسر محدودي الدخل التي ستتأثر من حظر التجوال الشامل الذي فرضته السلطات السودانية.
ويأتي ذلك، في وقت كان قد ناشد فيه الأنبا إيليا رأس الكنيسة الأرثوذكسية، كافة الأطباء في السودان للقيام بالدعم الصحي المطلوب للمواطنين بدون مقابل وبذل أقصى جهد ممكن لتقديم عمل المحبة بكل حكمة ولسلامة الجميع، خاصةً للوافدين الى الحجر الصحي من الخارج.
ويقول مراقبون، إن أقباط السودان يتقدمون بلا تردد حين يتراجع غيرهم ويتفاخرون بانتمائهم للوطن، ويسجل التاريخ أنهم لم يكونوا في أي لحظة خارج خارطة الحياة العامة، حيث كانوا رواداً في الفن والرياضة والتجارة والطب، وقدموا نماذج في غاية التفاني والمثالية.
ولعل الذاكرة السودانية لا تزال تحتفظ بجميل لهم في توقيت مشابه قبل عام وهم يتراصون في ميدان الإعتصام في نهار ساخن، كانوا يحملون المظلات والمفارش ليظلون بها المصلين من إخوتهم المسلمين، المشهد الذي تداولته وسائل إعلام عالمية لا يزال عالقاً في ذاكرة ملايين السودانيين، ويؤكد مدى التماسك الاجتماعي والتعايش الديني الذي فشل أجهزة النظام المقبور في تفتيته رغم حملات العداء والكراهية.
وقتها كانت تلك الصورة مساراً للاحتفاء والاحتفال رغم أن السلوك ليس غريباً على السودانيين، الذي كان جزء كبير منهم بالمقابل ينتظر أعياد شم النسيم وغيرها من الأعياد المسحية للاحتفال ومشاركة الفرحة.
ويذكر أن النظام البائد إبان فترة حكمه الكالحة، كان يرفض للأقباط التصديق بإقامة أي كنائس جديدة، كما قام أعوانه وأجهزته المحلية بالتعديات على الكنائس القديمة وتحويلها إلى أسواق أو بيعها.