الخرطوم ــ سودان فيرست
مع وصول خيوط الشروق الأولى لشمس الخميس الثالث والعشرين من أبريل، كانت شوارع الخرطوم على غير عادتها، فارغة كفؤاد أم موسى، بيد أنها لم تكن تشكو ألم الفراق كأم النبي العظيم، وإنما كان فراغاً أملته جائحة (كورونا).. كان فراغاً موحشاً للغاية، لكن ثمة حياة تنبض بالحب ومعاني الإنسانية، هناك في الركن الجنوبي من العاصمة، حيث يقبع مركز عزل مصابي (كورونا) في ضاحية جبرة.. كان المركز الذي يفر منه الجميع على موعدٍ مع ملحمة إنسانية موغلة في الروعة.. كان أبطال الملحمة، منظمة مجتمع مدني تحدّت جائحة (كورونا)، وآثرت أن تحتفل مع الطاقم الطبي، وترد بعض الدَّين، رغم أنف الفيروس. منظمة (السودان أولاً).. كانت هناك..
وصلت للتوِّ، مُحمّلةً بحب وتقدير لا نهائيين للجيش الأبيض، واستقبلها الأطباء والكوادر الصحية بمركز جبرة بنشيد العلم، لوحة أخرى تُجسِّد معنى النبل الإنساني في أبهى صوره.. الفكرة لم تكن في تسليم (150) حقيبة رمضانية قدمتها المنظمة للكادر الطبي، ذلك أن جلائل الأعمال التي يقوم بها الجيش الأبيض تتضاءل أمامها كل مباهج الدنيا وكنوزها، ولكن لما كان لابد من فعل شيءٍ ما كتقدير لأدوار الأطباء والكوادر الصحية قامت المنظمة بما يليها، لكن الأثر المعنوي الذي تركته، كان عظيماً وعصيّاً على النسيان. منظمة (السودان أولاً) وكتقدير للحب والعرفان الكبيرين للأطباء، عبر حملة (خدمة جنود العافية.. السودان بعافية)، حملت لافتات كُتب عليها أسماء الأطباء بمركز جبرة للطوارئ، تقديراً وعرفاناً لمجهودهم الكبير في تخفيف وطأة الوباء على المرضى، وأثنت المنظمة على صبر الأطباء وعلى تضحياتهم من أجل مرضاهم، حيث تعرض طبيبان للإصابة بـ(كورونا) وهما اختصاصيا الطوارئ الدكتور محمد عثمان العفيفي والمدير الإداري محمد المتوكل. عبر كلمة مقتضبة أمام الكادر الطبي قال رئيس منظمة (السودان أولاً) الأستاذ أحمد محمود: (إنّنا نتقدّم لكم بالشكر الجزيل لمجهوداتكم الكبيرة والعظيمة في مكافحة هذه الجائحة، ونُثمِّن تعرضكم للمخاطر من أجل السودان، لكننا نقف معكم صفاً بصف وسندعمكم أنتم وأسركم التي تركتموها خلفكم ولبّيتم نداء الواجب، وعبر مبادرة خدمة جنود العافية السودان بعافية، سنكون سنداً لكم لإكمال هذه المهمة الصعبة، فباسم السودان وباسم الثورة شكراً لكم). المشرف الإداري بمركز جبرة للعزل المهندس الشاذلي عبد العزيز، قال إنّ مبادرة منظمة (السودان أولاً) لدعم الكادر الطبي بالمركز تندرج تحت راية (ومن جهز غازياً فقد غزا)، وقال إن أسم المنظمة مطمئن للغاية، إذ أنه ينفي أي انتماء وتحزب، وبالتأكيد تأتي مساهمة المنظمة برداً وسلاماً علينا كعاملين في منطقة الحجر هذه، لذلك سنستكمل هدفنا الذي وضعناه نصب أعيننا ألا نعود إلى ديارنا إلا وهذا الداء اللعين قد ولى واندثر، وأضاف: وإن كان ثمة رسالة فهي إلى الأسر في كل السودان بأن لا يستهتروا بهذا المرض، وأن يضعوا توجيهات وتعليمات وزارة الصحة نصب أعينهم.
ونشكر ختاماً، منظمة السودان أولاً، على هذا الجهد العظيم وإطلاقها لحملة خدمة (جنود العافية السودان بعافية).
نائب المدير العام، المدير الفني بمركز جبرة للعزل الدكتور عبد الحميد البشرى، قال إن مكافحة جائحة (كورونا) تتم بجهد جماعي، لذلك فإن مساهمة منظمة السودان أولاً بتوفير معدات الوقاية للطاقم الطبي بالإضافة لحقيبة رمضان، تمنحنا الدافعية، وهو دأب المبادرات التي تهتم بالجانب الإنساني وتتميز بسرعة الاستجابة، وقدم شكره مرة أخرى لمنظمة السودان أولاً على هذه اللفتة. الإنسانية.