تقرير- محمد حسيب
اكتسب اللقاء الذي جمع بين رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك أهمية كبرى، حيث قوبل بضجة كبيرة في الأوساط السياسية، خاصة وأنه جاء عقب تجميد حزب الأمة لعضويته بقوى الحرية والتغيير لمدة أسبوعين، وكان حزب الأمة رهن عودته بتحقيق دعواته لما أسماه إصلاح قوى الحرية والتغيير.. واستحسن متابعون، لقاء المهدي وحمدوك باعتباره يعزز من فرص المحافظة على وحدة مكونات قوى التغيير، التي قادت بفعالية ثورة ديسمبر المجيدة ضد النظام البائد.
وكان رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، قد سلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مشروع حزب الأمة بعنوان (نحو عقد اجتماعي جديد)، والذي يمثل تحليلاً للأوضاع، مصحوباً برؤية إصلاحية لاستعادة عافية الفترة الانتقالية.
وقال المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي في بيان يوم السبت الماضي، إن رئيس حزب الأمة التقى بمنزله في الملازمين، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر مانيس، وتناول اللقاء، الأزمة الاقتصادية بالبلاد على ضوء الورقة المرجعية التي كتبها الإمام الصادق المهدي، وتطرّق اللقاء كذلك لأهمية تقوية الشراكة المدنية العسكرية لإنجاح الفترة الانتقالية، وضرورة تماسك الحاضنة السياسية (قوى الحرية والتغيير)، وأوضح الإمام الصادق رؤى حزب الأمة لإصلاح الحاضنة وتطويرها من تحالف إلى جبهة ذات ميثاق وهيكل منضبط، كشرط لتحقيق فاعليتها في دعم أجهزة الدولة، وملابسات تجميد الحزب لعضويته لأسبوعين في إطار الضغط لتحقيق الإصلاح المنشود.
وكان لقاء (المهدي – حمدوك) سبقه حديث من نائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، التي أعلنت في الثالث والعشرين من أبريل الجاري أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أجرى اتصالاً الخميس بزعيم حزب الأمة الصادق المهدي حول إعلان حزبه تجميد نشاطه داخل قوى التغيير.
وبحسب وسائل، أوضحت مريم في تصريحات صحفية على هامش اجتماع كتلة نداء السودان الخميس الماضي، أن المهدي أرسل رؤية حزبه حول إصلاح قوى التغيير إلى حمدوك، وتوقّعت انعقاد اجتماع بينهما خلال ساعات. والأربعاء الماضي، أعلن حزب الأمة القومي رسمياً، تجميد نشاطه بقوى الحرية والتغيير لمدة أسبوعين، ورهن عودته للتحالف الحاكم مرة أخرى بالاستجابة لما أسماها دعوة الإصلاح والتطوير التي تم طرحها في وقت سابق، وأكد أنه في حال لم تتم الاستجابة لهذه الدعوات، فإنه وفي ظل حالة الاحتقان سيتعاون مع الجميع من أجل الإصلاح بما فيهم الحكومة الانتقالية والمجلس السيادي بشقّيه المدني والعسكري.
ودعا الحزب لعقد اجتماع جديد ولمؤتمر تأسيسي لقوى الثورة من الموقعين كافة على إعلان الحرية والتغيير داخل وخارج هياكل قوى الحرية التغيير الراهنة لدراسة واعتماد العقد الاجتماعي الجديد.
ويقول القيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيبر عبد الحليم عيسى تيمان في مقال منشور له، أعلن حزب الأمة القومي مبادرته “نحو عقد اجتماعي جديد” التي تسير في اتجاه أهداف مشتركة تبناها الحزب من خلال تحالف “قوى الحرية والتغيير”، وعلى هذا الأساس، فإن طرح المبادرة ليس مرده الاختلاف حول مرجعية تحالف قوى الحرية والتغيير – والذي سوف يظل الحزب ملتزماً بها – وإنما ضرورة البحث في أدوات إدارة المشروع الإصلاحي الذي حمله الحزب على عاتقه منذ إنشاء التحالف.