ويبقى الود
أمير عبد الماجد
مجرم مجرم مش لعب…
بصورة أو أخرى، يعتقد أنصار النظام السابق أن الضرب على حكومة الثورة سيضعفها ويسقطها..
يعتقدون أن نشر الأخبار المفبركة عبر السوشيال ميديا سيضغط على الحكومة بمكونيها المدني والعسكري، ويُغيٍِر معادلات الشارع العام الذي صنع الثورة ويساند حكومتها،
تفكير عبيط تماماً كتفكير من أوعز لهم بالاعتصام أمام القيادة للضغط على الجيش ليتدخل وينقلب على حكومة حمدوك، بزعم أن الشعب عايز كده.
خمستاشر نفر أمهم وأبوهم دخلوا واتفرتقوا و(فكوا البيرك) خلال خمس دقائق.
عايزين يعملوا موكب واعتصام ويسمعوا بيان الثورة خلال ربع ساعة
قادر الله…
قدر حكومة الثورة أنها اختارت دولة القانون رغم مُطالبات البعض بالعدالة الثورية والحساب الفوري.. اختارت الطريق الصعب بتحقيقاته وأدلته ولجانه العدلية، رغم أن صوت الثوار كان صاخباً، ودم الشباب الذي خضب يد الثورة ينتظر قصاصاً سريعاً وعادلاً…
اختارت أن تقدم مجرمين عتاة، وزّعوا الموت على السودانيين، كما وزّعوا قطع الأراضي والشركات والأسهم على الإخوان والأخوات بإفراط أمام المحاكم، وأن تتيح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم.
قدر حكومة الثورة أن تأتي بعد حكم البشير وإخوانه للسودان (30) عاماً، دمّروا خلالها ليس فقط الاقتصاد والسياسة والحياة العامة، بل دمّروا حتى النسيج المجتمعي.
قدرها أن تحكم السودان لتعبر به فترة هي الأصعب في تاريخه، لأن الإنقاذ ليست حكومة كالحكومات التي نعرفها في العالم كله.
هذه عصابة بكل ما في الكلمة من معانٍ، أدارها شخص عندما أطاحت به الثورة وجدت أموال الشعب تحت سريره وفي أنحاء غرفة نومه في كراتين…
الغريبة يا أخي زول زي ده ناس برهان لما جو يوروهو إنو خلاص شالوهو، كان طالع من المسجد بصلي في الصبح.
كان راجيهم يبشِّروهو إنو خلاص الاعتصام تم فضه والجثث تم التخلُّص منها…
مُجرم مُجرم يعني مش لعب…
البشارة عندو جثث بالآلاف…
حول البلد لعزبة خاصة بيهو وبي إخوانو بالميلاد والرضاعة…
اختارت حكومة الثورة أن تحاكم مُجرماً كالبشير في المحاكم، رغم أن البعض يرى ومعه ألف حق، إنه لا يستحق حتى هذا القدر من العدالة التي تتيح له الفرصة للدفاع عن نفسه والاستئناف والجرجرة…
الحق يقال غم انتقادنا لأداء بعض وزرائها، إلا أن حكومة الثورة وجدت امامها ملفات صعبة ومُعقّدة، مع خزينة فارغة نُهبت نهباً مصلحاً،
مع ذلك اجتهدت للتعامل مع أزمات ورثتها من النظام السابق، وحاولت إيجاد مساحات للتحرك وحلحلة الأمور…
مع قصر الفترة الزمنية المتاحة، وزحمة الملفات، وكمية المشاكل في كل ملفٍ، اكتشف الجميع أن المؤسسات الموجودة إما هياكل بلا مهام، لأنّ الحكومة كانت ملفات دمها موزع بين القبائل او دولة عميقة،
الحكومة كانت خطوطاً لا تعرف أين تبدأ وأين تنتهي في العلاقة بين مؤسسات الدولة والحزب والحركة الإسلامية والمنظمات والشركات والأشخاص…
حتى الوزير حايم ساي، خُصُوصاً لو كان من الوزراء الذين استوزروا باتفاق سلام أو من أحزاب الفكة…
او حتى أولاد المصارين البيض، بعضهم كان لافي ساي وشغال سمسرة أراضي وتخليص جمركي وحاجات تانية تحت لافتة إنه وزير
لم تجد حكومة الثورة مؤسسات دولة…
كله عايز شغل مُش عشان تطوره…
عايز شغل عشان تعيده للطريق الصحيح…
تدرك حكومة الثورة أكثر من غيرها، أن التغيير ليس الهدف المنشود، لأنّ التغيير عتبة نحو الإصلاح.. والتغيير ليس فقط الحكومة، بل كل نضالات الشعب السوداني مجتمعة إلى أن تغيّر النظام…
وإلى أن نصل إلى محطة ما بعد الانتخابات…
كلها مرحلة تغيير…
لذا نتوقُع أن تكون برامج الأحزاب المطروحة للناس في الانتخابات القادمة مُفصّلة لعملية الإصلاح والتطوير…
يعني الاستراتيجيات والبرامج والآليات بناءً على آخر نقطة وصلناها في عملية التغيير التي نتوقّع أن تنجح بصورة كبيرة، رغم العراقيل والكلتشات…
و….
نواصل،،،