سودان فرست- آيات مبارك
أثار فأر صغير، الذعر بأحد بصات الوالي المتجهة من الحاج يوسف إلى سوق ليبيا، وكان الفأر متخفياً تحت أحد المقاعد، لكنه انتفض فور توقف البص في محطة المؤسسة، وامتلائه، ولم ينتزع الركاب من عراك التزاحم سوى صراخ سيدة كانت تحمل بعض العطور البلدية داخل (قُفة)، ثم إطلاقها لضحكة مجلجلة بعد رؤيتها لفأر صغير يحاول الوصول إلى (كيس خبز) كانت تحمله، ولم توقف محاولات الفأر المذعور سوى أصوات الرجال من الجانب الخلفي، وهم يطلقون الضحكات العالية بعد أن صار يقفز بين أقدام الفتيات المتلاصقة محاولاً الخروج من هذا المأزق، وتعليق إحدى الراكبات (مواصلات صعبة وكمان جايبين معاهم فئران؟)، وقد اضطر صاحب البص للتوقف عدة مرات نسبة لصرخات بعض الفتيات المطالبات بإنزاله، لكن باءت محاولات السائق ومساعده بالفشل، لأن الفأر اختبأ مرة أخرى.