حوار- صباح المصباح
يعتبر الأمين العام لنادي الهلال حسن علي عيسى رجلاً قامة.. (سودان فيرست) استنطقته في حوار متعدد الاتجاهات، وهذا ما قاله:
* كيف يقضي د.حسن علي عيسى يومه؟
– في الظروف العادية يومي مقسم بين محاضراتي بوحدة الترجمة كلية الآداب جامعة الخرطوم وبعض الجامعات التي أتعاون معها، وبين مقصورات الترجمة الفورية المختلفة، وبعد ذلك غالباً ما يكون الوقت لنادي الهلال، ثم مساءً البيت والأسرة، هذا في حالة عدم السفر لأنني أسافر كثيراً مع المنظمات الإقليمية والدولية.
* ملتزم بالحجر المنزلي؟
– نعم بالنسبة لرمضان المعظم وفي ظل الظروف الحالية، ملتزم تماماً رغم حصولي على تصريح بالحركة، وأمضي الوقت في الصيام والقيام، وتحوّلت لإمام في المنزل أصلي بالموجودين في البلاد من أفراد أسرتي.
*موقف مشرف لمجلسكم بوضع النادي تحت تصرف وزارة الصحة، ولكن هناك من فسّر هذا الأمر بمحاولة لخطب ود الحكومة الحالية؟
– هو الهلال ولا عجب، نادي الحركة الوطنية والخريجين الأوائل.. حزب الأغلبية الذي ظل حاضراً في كل المواقف الوطنية والإنسانية، فهو ليس نادياً رياضياً فقط، ليس هناك أي تفسير غير التفسير الوطني، وثانياً كيف نخطب ود من أتينا به للسلطة عبر جماهيرنا ولاعبينا وإداريينا..؟ الهلال كان حاضراً في الثورة وصامداً في الاعتصام، وسخّر قناته للثورة وهي ما زالت تقود الثورة في كل المجالات.
* أطلق عليك البعض لقب مترجم الرؤساء، ولكن من هم أبرز الرؤساء الذين ترجمت لهم؟
– منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا بحمد الله حاضر في اجتماعات قمة رؤساء أفريقيا منذ أيام منظمة الوحدة الأفريقية وإلى اليوم، بعد أن تحولت إلى الاتحاد الأفريقي، ترجمت لأكثر من ٥٤ رئيس دولة وحكومة، وكذلك الحال داخل السودان كنت مترجماً لمجلس وزراء السودان قبل انفصال الجنوب، وآخر عمل قمت به الأسبوع الماضي ترجمة خطاب السودان الذي ألقاه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لقمة مجموعة عدم الانحياز التي دعا لها رئيس آذربيجان حول جائحة (كورونا)، حيث قدمت ترجمة فورية للإنجليزية للخطاب من داخل القصر، وأعرف كثيراً من الرؤساء بحكم العمل، كما أنني أعمل مع منظمات الأمم المتحدة ومنظمة الكوميسا والساحل والصحراء وبرلمان أفريقيا بجنوب أفريقيا.
* كيف تم اختيارك لهذا المنصب؟
– بحكم التخصص، أنا درست الترجمة الفورية وترجمة المؤتمرات بالمدرسة العليا للمترجمين الفوريين والتحريريين بجامعة السوربون في فرنسا، حيث حصلت على دبلوم الترجمة ثم أعددت بعد ذلك ماجستير الترجمة، ودبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الترجمة، ثم درجة الدكتوراة حول تعليم الترجمة وتأهيل المترجمين، كما عملت متعاوناً مع وكالة الصحافة الفرنسية، وترجمت ليالٍ انتخابية فرنسية مباشرة من التلفزيون الفرنسي لعدد من التلفزيونات العربية، وقدمت أوراقي لهذه المنظمات التي أعمل معها الآن واعتمدتني في قائمة المترجمين الفوريين المعتمدين للعربية والإنجليزية والفرنسية.
* ما هي انطباعاتك عن هؤلاء الرؤساء، وهل كونت علاقات معهم؟
– نعم أتاحت لي الترجمة لهم في الاجتماعات القرب منهم مع الإجراءات الأمنية المعروفة، البعض منهم تسهل ترجمته دون عناء لوضوح نطقه مثل رئيس وزراء إثيوبيا الراحل ملس زيناوي، والحسن وأتارا من ساحل العاج ورئيسي السنغال وبوركينا، والبعض الآخر يصعب المهمة بالمزاح مثل الرئيس موسيفيني الذي يكثر من المزاح، وقد يستعمل فجأةً اللغة السواحلية التي لا أعرفها وهي ليست لغة عمل رسمية، سافرت إلى ٤٥ دولة أفريقية من بين ٥٤ دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، كما زرت عدداً من الدول الآسيوية مع منظمة التعاون الإسلامي وبنك التنمية الإسلامي وآخرها إندونيسيا.
* أبرز الطرائف التي حدثت لك معهم؟
– الاحتكاك المباشر معهم قليل، لأن الترجمة تكون من داخل مقصورة مزودة بالأجهزة المطلوبة، وكانت هناك بعض الطرائف مع الراحل معمر القذافي رحمه الله، وهناك أيضاً بعض المواقف الحرجة التي يتسبب فيها الحرس الشخصي للرؤساء من خلال التفتيش الشخصي الدقيق حفاظاً على حياة الرؤساء.
* أين أنت من لجان المسابقات والانضباط “بكاف” مع الوضع في الاعتبار ما تملكه من مؤهلات؟
– كان هناك تلميح بذلك، ولكن الأولوية تعطى لأعضاء الاتحادات الوطنية، وأكرمني الله بتوفيق كبير عندما مثلت الهلال في الاجتماع المشترك للاتحادين الدولي والأفريقي، الذي انعقد قبل أشهر بالقاهرة، ونلت بحمد الله إشادتين مطبوعتين من رئيسي “فيفا” و”كاف” وهما مصدر فخري واعتزازي، وأقول بكل التواضع إن الله اكرمني بأن أكون أول إداري سوداني ينال إشادة “فيفا” و”كاف” معاً، وقدمت اقتراحات وجدت قبولاً كبيراً وتمت الاستجابة لأمور تخص الهلال أيضاً.
* حدثنا عن مشاركتك في الاعتصام؟
– أحمد الله كثيراً أن تعفّرت قدماي بتراب اعتصام القيادة الطاهر أنا وأسرتي، يوم كان الاعتصام يقود إلى طريقين لا ثالث لهما، طريق السجن أو القبر، كما كان ابني علي معتقلاً ونال حسني النضال والثورة، وأرى أن الاعتصام الذي أفضى إلى التغيير لم يحظ بالتوثيق والتمجيد اللازمين، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للمصابين وعودة المفقودين، وعلى حكومة الثورة العمل الجاد من أجل تحقيق الشعارات، التي دفع خيرة شباب الوطن دماءهم الذكية مهراً لها، ولا بد من الكشف عن المتورطين في جريمة فض الاعتصام البشع.
* كيف تتم المخالصة مع اللاعبين الأجانب ولماذا تتركون ثغرات يستفيد منها هؤلاء؟
– ليست هناك ثغرات، هناك جديد في لوائح “فيفا” بشأن التعويضات، فاللاعب يوقع على عقد باعتباره شريعة المتعاقدين، يحدد المكافآت في حالة استغناء النادي عن اللاعب أو استغناء اللاعب عن النادي، ومنذ فترة أصبحت “فيفا” تعرض للاعب كامل عقده، إذا كان الاستغناء لا يتسق مع ما أسمته “just cause” القرارات الأخيرة قابلة للاستئناف بكاس والمحكمة الفيدرالية السويسرية، وسبق أن كسب الهلال في ظرف مماثل استناداً إلى نص العقد، الآن هناك عقود معتمدة من الاتحاد باللغتين العربية والإنجليزية يضيف إليها النادي بعض التفاصيل، وعقود اللاعبين الحالية معمول بها منذ سنين طويلة، ولكن الآن المرجعية هي عقود الاتحاد السوداني.
* ظهرتَ مؤخراً وفي عدد من وسائل الإعلام غاضباً من هجوم البعض على المجلس بطريقة لا تشبهك؟
– ربما أكون قد انفعلت ولا أذكر متى فعلت ذلك، وربما تكون هناك ظروف خارجة عن الإرادة قد أدت إلى ذلك، وأنا لم أسيئ لأي هلالي أو رياضي بقول أو عمل وأتحمّل بعض الأذى، باعتبارها ضريبة العمل العام وأرجو الصفح من أي شخص أخطأت في حقه بمناسبة الشهر العظيم.
* حدثنا عن مبادرتك التي أطلقتها مؤخرا بشأن لمّ شمل الأهلة، ولماذا قُوبلت هذه المبادرة بالهجوم؟
– ما زلت أبحث عن هذه المبادرة المنسوبة إلى شخصي، وربما تكون رمية من غير رامٍ، وشرف ساقه الله إلى شخصي دون ان تكون لي يد فيه، أرجو ممن يحصل على مبادرتي التي لم أتشرف بإطلاقها أن يعيدها لي، أنا هنأت أهلي في الهلال برمضان المعظم، وسألت الله أن يجمع شمل الأهلة والنص موجود وتحت تصرفكم، لا أعرف كيف تحول الدعاء الصادق إلى مبادرة، استل لها البعض السيوف وأشهروا الخناجر باعتبارها كلمة حق أريد بها باطل، دعمنا للمجلس الحالي بقيادة الكاردينال، ومن نعم الله عليّ، أن المبادرة المزعومة وجدت قبولًا منقطع النظير من أهلة كثر اتصلوا بي وباركوها ووعدوا بإنجاحها، وهذا شرفٌ لا استحقه، ولكن قد يحفزني للقيام بمبادرة حقيقية، أنا في حيرة والله عن التحول الغريب لدعاء صادق في الشهر الكريم إلى مبادرة لم يتردد البعض في سن الرماح لقتلها وقتل صاحبها المزعوم، مع تقديري للكتابات الموضوعية الرائعة تأييداً ورفضاً، وأود أن أذكر من لا يعرفني أن عطائي هو خالص للهلال وليس للأفراد، ولم اهرب من نداء الهلال رغم عظم مسؤولياتي وأسفاري وظرفي الصحي في السنوات الأخيرة.