حوار- صباح المصباح
يعتبر الدولي صديق الطريفي أكثر حكم أدار مباريات القمة، ونجح بحنكته وبراعته في الخروج بها لبر الأمان، يسير بخطىً واثقة نحو العالمية.. أجرينا معه دردشة رمضانية، كشف من خلالها الكثير من الجوانب الخفية في حياته، بجانب كيف يستعد لـ(ديربي) الكرة السودانية والكثير من التفاصيل المهمة في الحوار التالي:
* رمضان كريم كابتن صديق؟
– الله أكرم وتصوموا وتفطروا على خير وكل سنة والشعب السوداني ينعم بالاستقرار والسلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل البلاء وينتهي هذا الكابوس الذي أرعب العالم بأجمعه.
* برنامجك خلال الحظر؟
– رمضان هذا العام يختلف اختلافاً كبيراً عن الأعوام السابقة، ليست هنالك حركة ولا تراويح، وكذلك نفتقد للمة الإفطار التي تغيب لأول مرة من أمام منزلنا، ويومي في رمضان يبدأ بصلاة الصبح وتلاوة القرآن الكريم، كما أن الحظر أتاح لنا فرصة البقاء مع الأسرة لأطول فترة، وفي السابق كنا نخرج من المنزل للعمل ومن ثم التمارين، وعند عودتي أجد ابنتي قد خلدت للنوم، والآن أجد وقتاً للعب معها، وكذلك تقربنا من الأسرة أكثر، وأصبحنا نقدر مجهود المرأة الذي تقوم به في المنزل.
* هل أنت ملتزم بالحظر الصحي؟
– لن أكذب وأقول لك بنسبة (100%)، ولكن نوعاً ملتزم بالحظر وتوجيهات وزارة الصحة.
* هل لديكم برنامج تدريبي معين كحكام؟
– الحكام يختلفون عن أسرة كرة القدم، ليس لدينا مدرب أو ملعب مخصص لنا وحقوقنا مهضومة و(ما عندنا وجيع)، وأحياناً نضطر لتأجير مدرب، وتارة نلجأ للحكم الدولي وليد محمد أحمد، لذلك لم نجد معاناة خلال فترة الحظر الحالية، ونتمرن بالمنزل.
* أجمل دولة صمت بها؟
– تونس الصيام بها جميل جداً، ورغم أن النهار طويلاً ولكن الأجواء باردة.
* أجمل مبارة لك في رمضان؟
– مباراة منتخبي ليبيا وبوركينا فاسو، كانت بها إثارة وندية، خاصة وأن قوام المنتخبين من الشباب، وقدمنا مستوىً متميزاً في هذه المباراة، وأذكر أن مراقب المباراة الإريتري أتى إلينا بغرف الملابس وأشاد بنا وأبدى سعادته بتألقنا.
* كنت لاعب كرة قدم متميز، ولكن لماذا لجأت للتحكيم؟
– نعم لعبت لفريق العلمين وصعدت به من الدرجة الثالثة للثانية ومن ثم الأولى، وبعد ذلك انتقلت للمقرن وتعرضت لإصابة وكنت في ذلك الوقت بالسنة النهائية في الجامعة، وقررت ترك الكرة والتفرغ للدراسة، ولكن جاري بالحي حسن قال لي أنا عملت دورة وعايزك تلعب فيها وقلت له (أنا فارقت الكرة فراق الطريفي لي جملو)، ووسط إصراره قلت له لن ألعب ولكن سأحكم لك هذه الدورة، وبعد نهاية الدورة كوتش خليفة قال لي هناك كورس تحكيم للناشئين لا بد أن تحضر، وكنت غير مقتنع، ولكن لأنني احترمه لم أرفض له طلبه، ومن المفارقات أنني احرزت نسبة (99 من 100) في هذه الدورة، وحكمت للناشئين ومن ثم أخذوا أوراقي وذهبوا لها للاتحاد، وبعد ذلك تدرجت إلى أن وصلت الدوري الممتاز ومن ثم الدولية.
* تعتبر أكثر حكم أدار مباريات القمة، ما هو السر وراء ظهورك المتكرر فيها؟
– الفاضل أبو شنب أدار ما يقارب الـ(8) مباريات قمة ولا أعتقد أن هنالك حكماً على مستوى السودان مؤخراً أدار مثل هذا العدد من الديربي، أما بالنسبة لي فقد حكمت أربع مباريات قمة وبالفعل هو عددٌ كبيرٌ مقارنة بالجيل الحالي من زملائي الحكام.
* كيف يتم إخطارك بمباريات الديربي؟
– أذكر تفاصيل أول مباراة قمة، كنت عائداً من بورتسودان بعد المشاركة في إدارة مباراة المريخ وقورماهيا الكيني على كأس مهرجان السياحة والتسوق ببورتسودان برفقة الدوليين وليد محمد أحمد ومحمد نيالا ومحمد مصطفى، وتم إبلاغي بعد ذلك، ومن حُسن حظي أنني عدت من (درة الشرق) في قمة الروح المعنوية، والحمد لله وفقنا في هذه المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل.
* كيف تتحضر لمباريات الهلال والمريخ؟
– لا تختلف كثيراً عن باقي المباريات، فقط أبعد عن الأصدقاء والإعلاميين ومواقع التواصل الاجتماعي وضغوطات العمل وخلافه، وأكون في عزلة مع نفسي وذلك من أجل التركيز، لأن أي خطأ سيكون بمثابة قاصمة الظهر بالنسبة للحكم.
* أنتم متهمون بوقوفكم مع القمة ضد الفرق الأخرى؟
– الاتحاد الأفريقي يقول نتمنى أن تخرج المباراة بأقل الأخطاء، وهذا اعتراف ضمني بأن كرة القدم لعبة أخطاء، وللأسف في السودان يتم تصنيفنا وفق أهوائهم، فلو أخطأت في مباراة هلال يقولون بأنك مريخابي والعكس، وسأذكر لك واقعة هنا حدثت قبل يومين معي، كنت بالطريق وتعطّلت عربتي ولجأت لأقرب منزل وعندما عرف بأنني الحكم صديق الطريفي قال لي (شنو طوالي ظالمنا كدة)..قلت له إنتو منو قال لي (أنا هلالابي)، وأيضاً أوقفني عسكري بنقطة ارتكاز وذكر لي نفس جملة الهلالابي وكان مريخابياً، وهذا يوضح لك بأن التصنيف يتم حسب اللونية والانتماء، ولا يعرفون بأننا نتعامل مع التحكيم كمسؤولية قبل أن يكون هواية.
* موقف طريف؟
– في مبارة هلال مريخ الأخيرة تعرض صلاح نمر للإصابة تحت عينه إثر اصطدامه باللاعب بشة الصغير، وعندما وصلته وجدت الدماء تنزل منه بغزارة، وقلت له في شنو يا صلاح وكنت مخلوعاً؟ فأجابني أحد لاعبي المريخ (وشو الشين دا ما بتجيهو حاجة) وكان موقفاً طريفاً رغم صعوبة الموقف.
* لاعب هادئ؟
– رمضان عجب لاعب مهذب جداً، ويجبرك على احترامه بأدبه وخُلُقه القويم.
* لاعب مشاغب؟
– صلاح نمر.
* لديك واقعة مع اللاعب بكري المدينة أذكر لنا تفاصيلها، وهل صحيح بأنه بصق عليك؟
– لا، لم يبصق عليّ، وهذه الحادثة لم تكن معي وكانت مع أخي عبد الجبار، وأنا كتبت في تقريري ما تفوه به بكري في المباراة.
* طريقة تعامل لاعبي القمة معكم، ألا ترى بأنها تفتقد للاحترام في بعض الأحيان؟
ـــ هناك مفهوم خاطئ في السودان، يعتقدون بأن مهمة الكابتن هي التحدث مع الحكام، لا يوجد حكم يمكن أن يسير برأي كابتن، والقانون يعطينا حق إنذار القائد إذا تحدث معنا بخصوص خروج أحد زملائه عن الخط وتكرر هذا الأمر رغم تنبيهنا له، وأذكر في مباراة عزام التنزاني، احتج أحد لاعبيه على إحدى اللقطات، وعلى الفور أتى القائد مسرعاً وكاد أن يشتبك معه، وصراحة تمنيت أن تنقل هذه الحادثة لملاعبنا حتى يعرفون الفرق.
* حكم مظلوم؟
– الأمين الهادي ظالم ومظلوم، ظالم لأنه صاحب موهبة ومؤهل جداً لتمثيل السودان ولكنه يجهل حجم هذه الموهبة، ومظلوم لأنه لم يُمنح الشارة الدولية حتى الآن، وهذا ليس بتقليل من باقي الحكام.
* أثناء مشاهدتك للمباريات في الإعادة، هل حصل شعرت بأنك ظلمت فريقاً؟
– السهر هو عدوي اللدود الا عندما أكون حاكماً لمباراة أساهر حتى أحضر اللقاء في الإعادة، لأقف على أخطائي حتى لا أكررها مستقبلاً، وأحيانا استمع لوجهة نظر الزملاء وليد، عمر حامد، أيمن حمدالنيل ونيالا وأثق في آرائهم جداً.