الخرطوم- سودان فيرست
أعادت أسر شهداء (٢٨) رمضان، المطالبة بتقديم كل من شارك في إعدام ذويهم عام ١٩٩٠م لمحاكمة عاجلة وعادلة. وجاءت المطالبات عقب قرارات اللجنة التي شكلها القائد العام للجيش السوداني حول القضية، والتي قالت إن الضباط سيُعاملون معاملة (شهداء قوات مسلحة) بالإضافة لمنحهم ترقيات عسكرية وأموالاً للتقاعد وسيارة وقطعة أرض لعائلات الضباط. وكشف رئيس لجنة التحقيق في القضية في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين أن المقبرة التي دفن فيها الضباط الذين أعدمهم نظام المخلوع تقع في منطقة كرري بمدينة أم درمان، تحديداً في المناطق الشمالية الغربية لجبل سركاب وجارٍ العمل أكثر لتحديد المكان بصورة دقيقة. وطالبت أسر شهداء حركة (٢٨) رمضان بالوصول لمقبرة الشهداء وإقامة نصب تذكاري بالإضافة لتسليم وصايا الشهداء لذويهم، مشيرين إلى أن تلك الخطوات مع محاكمة القتلة مقدمة على قضايا التسويات والحقوق المالية.
يذكر أنّ إعدام ضباط (٢٨) رمضان ١٩٩٠م، جرى بعد اعتقالهم وتوجيه تهم التآمر والقيام بانقلاب عسكري للإطاحة بنظام الجبهة الإسلامية وحكومة عمر البشير، ولم يحظ الضباط بأي فرصة للدفاع عن أنفسهم رغم أن هناك كانت وعود قطعها بعضهم ومنهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب كما تقول الروايات الذي دعاهم للاستسلام مع ضمان تقديمه لمحاكمة عادلة، ولكن ذلك لم يتم حيث قدموا مباشرة لمحاكم عسكرية إجازية أدانتهم وحكم على (٢٨) منهم بالقتل رمياً بالرصاص ودفن جثثهم دون إخطار ذويهم.
وفي نوفمبر من العام الماضي، شكّل النائب العام السوداني تاج السر الحبر، لجنة للتحقيق في إعدام النظام البائد لضباط حركة (٢٨) رمضان، وحدد النائب العام مهام اللجنة بالتحقيق وتحديد الوقائع والملابسات ذات الصلة، وتحديد مكان دفن الجثث ومتعلقاتهم الشخصية، وتحديد الأشخاص المسؤولين عن انتهاكات حقوق الشهداء القانونية إذا تم ذلك.
وفي السياق، كانت قد بثت قناة العربية قبل أشهر اعترافات مسجلة لقيادات في النظام المقبور تقر بقتل ضباط رمضان، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير ونائبه الأسبق علي عثمان محمد طه.
ومنذ عملية الاغتيال البشعة، ظلت أسر ضباط رمضان، تقيم فعاليات لإحياء ذكرى استشهادهم كل عام ورغم المضايقات التي كانت تتلقاها تلك الأسر، إلا أنهم لم ينقطعوا وأوصلوا رسائلهم بأن الضباط الشهداء كانوا يريدون القضاء على النظام الذي أورث البلد المهالك منذ أيامه الأولى، لذلك اعتبر الكثيرون أن ما قام به هؤلاء الضباط وضباط الصف فصلا من الشجاعة والبطولة. في العام الماضي، كانت خيمة تجمع أسر شهداء ضباط حركة (٢٨) حاضرة في ميدان الاعتصام في القيادة وكان البعض يرتب لأحياء الذكرى بشكل مختلف لكن أيادي الغدر عادت من جديد واغتالت هذه المرة المدنيين السلميين الذين يحلمون بوطن الحرية والسلام والعدالة.