تقرير ـــ محمد حسيب
على الرغم من بدء جلسات التفاوض حول القضايا القومية بين الحكومة والجبهة الثورية بجوبا في الثامن عشر من مايو الجاري، وتصريحات عضو لجنة الوساطة الجنوبية لسلام السودان ضيو مطوك، التي عبّر من خلالها عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية، على الرغم من كل ذلك إلا أن صراعاً محموماً اعتمل داخل الجبهة الثورية، قاد في نهاية المطاف إلى تشظيها لمجموعتين بسبب التقاطعات الأيديولوجية بين بعض مكوناتها واختلاف الرؤى حول العديد من القضايا التي تهم هذا التحالف الذي تأسس بإعلان (كاودا).
وبحسب ما حملته (سودان فيرست) في 18 مايو 2020م، فقد أعلنت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، رسمياً انشقاق الجبهة الثورية إلى مجموعتين، واحدة برئاسة مناوي، وأخرى برئاسة الهادي إدريس.
وأعلن أمين الإعلام بحركة مناوي وعضو وفد التفاوض، نور الدائم طه، عن انشقاق الجبهة الثورية (فعلياً إلى مجموعتين)، وأكد في تصريحات صحفية ان الطرفين اتفقا على إكمال عملية السلام الجارية بعاصمة جنوب السودان (جوبا).
وكانت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قد كشفت في السادس عشر من الشهر الحالي عن صعوبات تواجه إجراء معالجات تنظيمية داخل الجبهة الثورية، وقالت إن أطرافاً بالجبهة لا ترغب في إجراء هذه المعالجات، في إشارةٍ لحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم. وأفصحت حركة مناوي في بيان الجمعة الماضية، عن مقترح إصلاحي يهدف لمنع الجبهة الثورية من الانزلاق في أتون المعارك الأيديولوجية وتلطيخ سُمعة القوى المسلحة عبر علاقات مشبوهة بالتطرف الذي يضر بقضية أهل دارفور وعموم القضية السودانية. وفي محاولة من بعض مكوناتها لتدارك الانقسام المُفاجئ، نفت الجبهة الثورية أي وجود لانشقاق بين صفوفها، وشددت على أنها مؤسسة سياسية يحكمها دستور وهياكل تنظيمية. وقالت الثورية في بيان الاثنين الماضي، إن خروج أي فصيل من فصائلها عن المؤسسية لا يعني أن ذلك انشقاقاً، وأضافت (الجبهة الثورية بأغلبية فصائلها ثمانية تنظيمات من أصل تسعة، تؤكد بأنها موحدة تحت قيادتها المنتخبة من قبل مجلسها القيادي برئاسة الدكتور الهادي إدريس وتنفي وجود جبهتين).
الشاهد في الأمر أنّ الانقسام أصبح واقعاً بالرغم من بيان الثورية الذي حاول نفي ذلك الأمر. ويرى رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي أن الانقسامات داخل الجبهة الثورية تعود إلى مطالبتهم بإجراء إصلاحات داخلها، ووفقاً لتصريحات له، قال مناوي إنهم في محاولة لإنهاء حالة الاستقطاب الحادة و(الشللية) داخل الجبهة الثورية، تقدموا برؤية لقيادة جماعية للخروج من هذا الوضع الشائه المشلول، لكن ذلك جُوبه بالرفض من بعض الفصائل. وأشار رئيس حركة تحرير السودان إلى وجود قوى ذات توجهات أيديولوجية مُوغلة في الديكتاتورية لفظها الشعب السوداني، لكنها تدثّرت بثياب أخرى، وظلّت في حالة تكتلات وإستقطابات منفرة وقبيحة تريد أن تضع الآخرين تحت إبطيها لتتقوى بهم.