سودان فيرست ـــ الطيب إبراهيم
كشفت مصادر لصيقة لـ(سودان فيرست)، عن تباين في وجهات النظر بين اللجنة العليا للطوارئ الصحية ووزارة الصحة، بشأن إصدار قرار بشأن الحظر الشامل المفروض على ولاية الخرطوم منذ نحو شهر ونصف، وقالت إن الآراء متشعبة ليست بين لجنة الطوارئ الصحية والوزارة فحسب، وانما داخل اللجنة نفسها وفي وزارة الصحة أيضاً، وأوضحت المصادر أنه في المرات السابقة كان يحدث إجماع حول تمديد الحظر، وحتى الاختلاف الموجود كان ضعيفاً وينقسم حول المدة المقترحة للتمديد، مُشيرين إلى أن الاختلاف هذه المرة حتى بين مناصري التمديد أنفسهم، فهناك من يقترح أسبوعين وهناك من يتمسك بـ(10) أيام، بينما على الجانب الآخر هناك من يطالب بإلغاء الحظر الشامل وعودة الحياة لطبيعتها، وهناك آراء أخرى ترفض تمديد الحظر الشامل وتؤيد العودة للحظر الجزئي، وحتى الحظر الجزئي هناك تباين في وجهات النظر بشأنه هل يكون من (6 مساءً إلى 6 صباحاً) أم من (8 مساءً إلى 6 صباحاً)..؟ وعزت المصادر، الآراء المتضاربة هذه إلى تعثر الوصول لاتفاق يوم أمس الأحد. ولم تحدد المصادر من يقف مع الحظر الشامل، ومن يقترح الحظر الجزئي أو إلغاءه بشكل نهائي، لكنها أشارت إلى أن وزارة الصحة الاتحادية وحكومة ولاية الخرطوم التي دفعت بمقترح التمديد تقفان وراء تمديد الحظر الشامل، بينما ينقسم أعضاء لجنة الطوارئ الصحية بين مؤيد لرؤية الوزارة، وبين من يدعم إلغاء الشامل وعودة الحظر الجزئي، ومن يطالب بإعادة الحياة لطبيعتها، وأكدت المصادر أن مجلس الأمن والدفاع نفسه لديه رؤى مختلفة وليس مطمئناً بشأن الموافقة على التمديد أو إلغائه، وأشارت المصادر إلى أنه قد يتم التوافق خلال مساء اليوم أو غداً الثلاثاء، على موقف مُرضٍ للجميع، ورجحت أن يتم تمديد الحظر الشامل مع تقليص المدة الزمنية إلى أسبوع أو عشرة أيام، مع السماح للقطاعات الحية بالعمل كالبنوك، وقطعت المصادر أن الاتفاق هذه المرة، حال حدث حول تمديد الحظر، فإنه من المفترض أن يصاحب الإعلان عنه، عبارات توحي بأنه التمديد الأخير، وأكدت أن رافضي التمديد يتمسكون بتضمين التفاصيل كاملة، بحيث يحدد القرار الذي يصدر مدة الحظر الشامل، وأن تكون الرؤية واضحة بعد انتهاء المدة المتفق عليها، حتى لا تلجأ السلطات مرة أخرى لعقد اجتماع آخر بعد انتهاء زمن التمديد. وأضافت (هناك مقترح بإعلان تمديد الحظر على ان تعقبه تفاصيل للعودة للحظر الجزئي مع انتهاء آخر يوم في الحظر الشامل). واعتبرت المصادر، الخلافات داخل السلطة الصحية، (دليل عافية)، لجهة ان تباين وجهات النظر توضح أن البلد لا تدار برؤى رجل واحد يفعل ما يريد، وانما هناك مجموعة آراء متباينة ستتم مناقشة سلبياتها وإيجابياتها وستخرج السلطات بالقرار الموفق، وأبانت أن السودان لم يعتد على وجود تباينات في هرم السلطة، لكونها كانت تدار برؤية رجل واحد لا يجد من يعترضه، وفي وقت سابق لم يبد وزير الصحة أكرم التوم، أي انزعاج من تباين الآراء داخل لجنة الطوارئ الصحية، وقال إن النظم الديمقراطية حافلة بمثل هذا التباين في وجهات النظر، واعتبر هذه واحدة من الأمور الإيجابية التي توحي بأن الرأي الذي يخرج يعبر عن رأي المؤسسة وليس رأي فرد واحد.