الخرطوم- سودان فيرست
مكبات للنفايات ممتلئة بالأوساخ، تضج بالمشردين، هناك خلف المطاعم والكافتيريات سماسرة يزدحمون من أجل الحصول على بقايا الطعام، أو ما يعرف شعبياً في الخرطوم بـ”الكرتة”.. كل هذا الازدحام لا لشئ سوى شراء تلك “الكرتة” التي أصبحت تجارة رائجة تدر أموالاً على هؤلاء السماسرة، وهي نشاط تجاري جديد يمتهنه البعض بعد أن ضاقت الأوضاع المعيشية بالسواد الأعظم من الناس، خاصة الفقراء الذين يعيشون على الأرصفة وهامش المدينة.
(سودان فرست) تقصت حول الأمر بالقرب من بعض المطاعم التي يرتادها هؤلاء السماسرة، الذين يرتدون ملابس رثة، وأغلبهم ممن يعرف بأطفال الشوارع، فتتراوح أعمارهم ما بين (18 – 20) عاماً.
في احدى الكافتيريات بوسط الخرطوم رصدت الصحيفة مجموعة من الصبية يخرجون بالأبواب الخلفية للكافتيريا، يحملون أكياساً ضخمة، وعند استفسارنا لهم اتضح أنها بقايا طعام، يجمعونه لأجل بيعه في أماكن تجمعات أطفال الشوارع، أو الأحياء الطرفية التي تعاني بعض الأسر فيها من شظف العيش
ويقول “أ ـ ع”، أحد الذين ينشطون في بيع “الكرتة” لجأ للأمر بعدما ضاق به الحال، وأشار إلى أنه كان يعاني من أوضاع معيشية قاسية، ففكر في طريقة لكسب العيش واهتدى إلى بيع الكرتة، بينما أوضح الصبي أنه كان أحد أطفال الشوارع، وكان يعتمد في الحصول على الطعام على “الكرتة” من مكبات النفايات القربية من المطاعم، لكنه بدأ في ممارسة بيعها بعد أن(شبع) على حد قوله، فصار يجمعها ومن ثم يقوم بييعها على أقرانه بالقرب من شارع القصر، وحكى أنه صار بعد ذلك يقوم ببيعها لأسر لا تمتلك ما يسد رمقها من الطعام العادي، لافتاً إلى أنهم يبيعونها بـ”الكوم”، أي يوزعونها على أكوام ومن ثم تتم تعبئتها في أكياس، وقال إن سعر الكيس بحوالي 20 جنيهاً.