سودان فيرست ــــ تفاؤل العامري
(مرض حامد) وكما عرف منذ القدم، وصف للفتيات اللائي فاتهن قطار الزواج قد يبدو للبعض طبيعياً، إلا أن الكثير من العوانس يصيبهن الضجر والتبرم من هذا الاسم، وما يلاحظ عزوف الشباب عن الزواج الشيء الذي زاد من نسبة العنوسة وسط الفتيات، وباتت الظاهرة الاجتماعية همّاً يؤرق الجميع، وما هو معروف أن تأخر الزواج يشكل خطورة للمرأة والرجل على حد سواء لأنه يؤخر من الأمومة والأبوة.
(1)
(..) تجاوزت العقد الثالث من العمر، أقرت بأنها تعاني من نظرة المجتمع، لافتة إلى أن نظرتهم لها أصبحت نظرة عطف وشفقة بعد أن فاتها قطار الزواج حد تعبيرهم إلا أنها أكدت أن الأمر لا يسبب لها هاجساً لأنها تكرس جهدها في عملها، خاصةً وأنها تشغل وظيفة مرموقة بإحدى المؤسسات الخاصة، أما (…) فرفضت أن توصف العنوسة بالمرض، وأرجعت عزوف الرجال عن الزواج إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي لحق بالبلاد، مشيرة إلى أن انزعاج الأسر من تأخر زواج كريماتها أمر مؤسف لأن الأمر في الآخر يعود للقسمة والنصيب، مؤكدة أنها بلغت الأربعين من عمرها، إلا أنها متصالحة مع الوضع ولا تفكر فيه كثيراً
(2)
كنت أبحث عن الزوج الأفضل، هكذا ابتدرت (..) حديثها قائلةً: كثيراً ما تقدم لي العديد من الرجال، لكن كنت أبحث عن من يناسب وضعي الاجتماعي، خاصة وأنني امرأة مجتمعات وأملك شهادات أكاديمية أهلتني لأكون صاحبة منصب قيادي بإحدى الشركات، لذا كان أمر التعليم يهمني جداً في أمر الزواج، ورغم تقدم العمر لكن لا أشغل نفسي بالأمر كثيراً، فيما رفضت إيمان الماحي خبيرة اجتماعية معاملة العانس بنظرة الشفقة وكان الأمر بيدها لافتة إلى أن الزواج قسمة ونصيب وأن الكثيرات يبحثن عن الزوج المناسب وليس الزواج من أجل الزواج فقط، متسائلة :كيف لامرأة متعلمة مثقفة أن تربط مصيرها برجل لا يحمل شهادة، هل الهدف فقط أن ترضي المجتمع حتى لا يصفها بالعانس..؟
(3)
الباحثة الاجتماعية دلال عبد الرحمن أقرت بأن نسبة تحديد العنوسة في تزايد شديد، قائلة إن عنصر النساء أصبح يميل إلى التحصيل العلمي بعد أن عزف الرجال عن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التي ضربت البلاد في السنوات الأخيرة مما جعل نسبة الإقبال على الزواج ضعيفة، مشيرة إلى أن العنوسة تتسبب في إصابة بعض الفتيات بالاكتئاب والإحساس بالدونية، خاصةً إذا كانت لديها زميلات سبقنها بالزواج.