سودان فيرست ــ تسنيم عبد السيد
من المقرر أن يبدأ تطبيق قرار رفع الحظر التدريجي بالبلاد، بعد غدٍ الأربعاء، الذي استمر لنحو ثلاثة أشهر، وعليه ستبدأ الحياة في العودة تدريجياً إلى طبيعتها، باستثناء طلاب المدارس في مرحلتي الأساس والثانوي، على أن تُستأنف الدراسة سبتمبر المُقبل. فكيف قضت الأسر فترة الحظر، وما التعامل المُفترض اتباعه مع الأطفال فيما تبقى من أيام العطلة في ظل إجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس (كورونا).
اعتبر خبير التنمية البشرية وأستاذ السلوك النفسي بالجامعات السودانية د. خالد العطا، أن فترة الحظر كانت فرصة سانحة للأسر للاقتراب أكثر من أطفالها والتعرف على سلوكياتهم وتقويمها، مؤكداً أن الأطفال لا يفقهون قواعد الحظر، ويظنون أن الأب أو الأم يقيدان حركتهم بمنعهم من الخروج من المنزل أو ممارسة الألعاب مع أصدقائهم، ما يضاعف من العبء على الوالدين في إعطاء مبررات مُبسّطة ومنطقية للأطفال لمنعهم من الخروج حفاظاً على سلامتهم، مؤكداً أن ذلك أمر في غاية الصعوبة فشلت فيه كثير من الأسر، وقال إن الاختلاط لم يتوقف بين الأطفال في الشوارع والميادين بالأحياء، وحتى بين الكبار خاصة في فترة انقطاع التيار الكهربائي، فتجد العشرات من الأسر في مجموعات متقاربة دون مراعاة للقيود الصحية.
وأكد العطا لـ(سودان فيرست) أن 70% من طاقات الأطفال كانت تُستنفذ في اليوم المدرسي، أو اللعب مع أصدقائهم، قبل فترة الحظر، أما الآن فإن معظمهم يوجهون كل طاقتهم هذه إلى الألعاب الالكترونية، ما اعتبره وضعاً خاطئاً ويجب تصحيحه فيما تبقى من أيام العطلة، لهذا يجب على الوالدين اللعب مع أطفالهم داخل المنزل، وتنمية مهاراتهم، فضلاً عن ممارسة أنواع من الرياضة معهم للفائدة وكسر الروتين.
وضع مُقلق
من جانبها، أبدت اختصاصية علم الاجتماع د. سمر الناجي، قلقها من زيادة نسبة الطلاق في هذه الفترة، وأكدت أنها تُعد من النتائج التي سنخرج بها بعد الانتهاء من أزمة فيروس (كورونا)، جراء الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر بين المتزوجين وأفراد الأسرة.
في وقت اعتبرت د. سمر، أن الأصل هو أن تكون هذه الفترة (فرصة) للتقارب وتقوية الروابط، واجتماع أفراد الأسرة وتبادل الآراء، وإيجاد نشاطات مشتركة، بدلاً من اختلاق المشاكل، ونبهت إلى الضغوط الاقتصادية وغلاء أسعار السلع والخدمات، مما كان له الأثر السالب في زيادة الاحتقان داخل الأسر بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة خاصة بين الأسر المتوسطة والفقيرة، فضلاً عن الحظر الذي حرم كثيراً من أصحاب الأعمال المتواضعة من ممارسة أعمالهم وتعطّلت أرزاقهم بسبب الحظر.
وتؤكد د. سمر لـ(سودان فيرست)، أن الواقع المجتمعي في الظروف العادية والطبيعية، ونتيجة الانشغال في العمل والحياة، فرض على أفراد الأسرة أن تكون لهم لقاءات محددة مع بعضهم البعض وفي أوقات معينة، فكانت اللقاءات (مقتصرة) على ساعات، يتخللها حديث حول يومياتهم أو متطلباتهم الأسرية.
وتضيف أن الأصل في هذه الفترة أن تكون فرصة لتحقيق الترابط العائلي، وتعويض أوقات الانشغال، لذلك ينبغي أن تحقق هذه الفترة للأسر حالة من السعادة والفرح، لكن الواقع بحسب د. سمر فإن كثيراً من الأسر بدأت تنشب بينها الخلافات بسبب الجلوس لساعات طوال، يتخللها متابعة الأخبار والمستجدات حول الفيروس، وما يرافقها من توتر وقلق.